بحث في هذه المدونة

سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي...

صحيح البخاري: رقم الحديث: 6583
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ . ح قَالَ إِبْرَاهِيمُ ، وَحَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي ، مَنْ تَشَرَّفَ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ ، فَمَنْ وَجَدَ مِنْهَا مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ "



شرح الشيخ ياسين العجلوني:
الحمد لله والصلاةوالسلام على رسول الله وبعد
هذا النص له معنيين 
الاول المعنى العام فهو ينطبق على جميع الفتن الواقعة بعد موت عمر بن الخطاب رضي الله عنه
الثاني المعنى الخاص فهو يختص بفتنة الدهيماء أو بالفتن الكبرى الاحلاس والسراء والدهيماء حتى فتنة الدجال

فبالمعنى الاول يحمل الحديث على كل فتنة هي كائنة سواء اكانت وقعت زمان الصحابة رضوان الله عليهم  او انها وقعت بعدهم 
فبهذا المعنى هي لا تختص بزمان معين وهو نص عام وسنة شرعية وقاعدة ربانية في عدم الخوض في الفتنة والنجاة من الفتنة باعتزالها وعدم الاستشراف لها 

وبالمعنى الثاني انها خاصة بزمان معين وفتن محددة 
وفيه قولين 
الاول انها خاصة بفتنة الدهيماء التي تمتد مابين 20 او 18 او 12 سنة والراجح انها بعد وفاة عبد الله الثاني لوجود النص المصرح بذلك في قوله (يموت المهدي موتا ثم الهرج ) وقوله (يموت الخامس ثم الهرج ) 
فالخامس من الهاشميين هنا هو عبد الله حيث يبتدؤون بالحسين ثم عبد الله ثم طلال ثم الحسين ثم عبد الله 
والمهدي في النص هو المهدي الوالد عبد الله وهو عبد الله الثاني ملك الاردن حاليا بترجيحي والله اعلم  وليس المقصود به المهدي محمد الابن
فهي تكون في هذا الزمان خاصة ومدته 24 سنة 
وهو بين عامي 1460هـ و1484هـ 
حيث تكون الغلبة للحسيني ثم للمخزومي ثم للابقع والاصهب والمرواني والسفياني الاول وللترك والروم
وفي هذه الفتنة الحالقة التي تحلق اديان الناس وهم دار رزقهم ورغد عيشهم وبناؤهم متطاول في السماء والقصور البيضاء الموشاة والمعانقة للسماء منتشرة بينما الصالحين فارين بدينهم في رؤوس الجبال 
فهذا لم يقع ابدا ولا يقع الا في زمان الدهيماء خاصة بينما ما بعد الدهيماء 
لا يكون الاعتزال في الجبال بل يخرج المهدي ويكون حقا على كل مسلم سمع بخروجه ان يقاتل معه بدءا من خروجه من خراسان عام 1484هـ والله اعلم حتى بيعته في مكة عام 1490هـ والله اعلم 

ومن قال انها تشمل الفتن الاربعة الاحلاس والسراء والدهيماء والتي تموج موج البحر 
فقوله (فَمَنْ وَجَدَ مِنْهَا مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ ) ليس بمعنى كن حلس بيتك 
وهذا مختص بفتنة الاحلاس كونه ليس فيه اعتزال للمسلمين والهروب بغنمه واهله الى رؤوس الجبال 
فقوله كن حلس بيتك ينطبق على جميع الفتن منذ وفاة عمر الى الدجال  فلا ينطبق على فتنة الاحلاس 

لكن قوله (فمن وجد منها ملجأ او معاذا فليعذ به ) هذا بمعنى فليفر الى رؤوس الجبال ولان يعض على اصل شجرة ويعتزل تلك الفرق كلها فهو معنى خاص بالدهيماء ولا يصح اطلاقه على الاحلاس ولا على السراء

اما الاحلاس التي فيها حرب وهرب فقد انتهت ومر عليها مئة عام حيث بدات عام 1334هـ وانتهت بظهور الطائفة المنصورة بالشام عام 1433هـ

واما السراء فهي فتنة بينة فالقتال فيها بسبب ادعاء هذا الحسيني انه المهدي ولا يكتفي بمجرد الدعوى وانما يخرج بجيشه فيقتل من يمر به من امراء شرعيين ويسبي الهاشميات ويستولي على العراق ويمنع خراجها للخليفة الثاني الجابر ثم يستولي على دمشق ويعمل بهم الذبح عدة ساعات والاغتصاب وانتهاك المحرمات ثم يوقف ذلك وينزل دمشق وفتنته مدتها خمس سنوات لا تتعدى عام 1467هـ والله اعلم فهي بين وفاة عبد الله عام 1460هـ ولا تتجاوز هذا التوقيت 
وتنتهي بخروج الرايات السود رايات عبد الله الثالث الذي يقدم من خراسان بعد قتل الحسيني لاخيه الذي لم تذكر النصوص اسمه 
فالسراء هذه فتنة قصيرة مدتها خمس سنين وهي فتنة معلومة فالمهدي الحقيقي وهو محمد بن عبد الله بن الحسين بن طلال يكون بعمر يتجاوز ال18 سنة والله اعلم وينتقل من جرش التي في الاردن الى خراسان حيث يتخذ الطالقان قاعدة لفتح الهند والصين 
والله اعلم 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق