يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَشْرِقِ يَدْعُو إِلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، وَهُوَ أَبْعَدُ النَّاسِ مِنْهُمْ...

(حديث موقوف) حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : " يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَشْرِقِ يَدْعُو إِلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، وَهُوَ أَبْعَدُ النَّاسِ مِنْهُمْ ، يَنْصِبُ عَلامَاتٍ سُودًا ، أَوَّلُهَا نَصْرٌ ، وَآخِرُهَا كُفْرٌ ، يَتْبَعُهُ خُشَارَةُ الْعَرَبِ ، وَسَفِلَةُ الْمَوَالِي ، وَالْعَبِيدُ الأُبَّاقُ ، وَمُرَّاقُ الآفَاقِ ، سِيمَاهُمُ السَّوَادُ ، وَدِينُهُمُ الشِّرْكُ ، وَأَكْثَرُهُمُ الْجُدْعُ " . قُلْتُ : وَمَا الْجُدْعُ ؟ قَالَ : " الْقُلْفُ " . ثُمَّ قَالَ حُذَيْفَةُ لابْنِ عُمَرَ : " وَلَسْتَ مُدْرِكَهُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ " . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : وَلَكِنْ أُحَدِّثُ بِهِ مَنْ بَعْدِي ، قَالَ : " فِتْنَةٌ تُدْعَى الْحَالِقَةُ ، تَحْلِقُ الدِّينَ ، يَهْلِكُ فِيهَا صَرِيحُ الْعَرَبِ ، وَصَالِحُ الْمَوَالِي ، وَأَصْحَابُ الْكُنُوزِ ، وَالْفُقَهَاءُ ، وَتَنْجَلِي عَنْ أَقَلَّ مِنَ الْقَلِيلِ " .

شرح الشيخ ياسين العجلوني :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
قوله (يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَشْرِقِ ) 
هذا الرجل هو العلج الحسيني
فهو من العلوج الذين يتكلمون بالاعجمية الفارسية
ونرجح خروجه من عراق العجم 
اي من المنطقة الممتدة بين خراسان من طرفها الغربي وهو اصفهان الى العراق من طرفها الشرقي عراق العجم اي منطقة الاحواز حاليا 
قوله ( يَدْعُو إِلَى آلِ مُحَمَّدٍ  )
وهو رجل من ذرية  الحسين بن علي رضي الله عنه 
فنسبه يرجع الى السبط الحسين بن علي 
وليس من ذرية الحسن بن علي رضي الله عنهما
فهذا العلج الحسيني يدعوا الى ابيه اي الى ما يشيعه هؤلاء من ان المهدي هو من نسل الحسين بن علي 
فهو يدعي انه المهدي الحقيقي الذي ينتسب الى الحسين رضي الله عنهما 
وخروجه بعد ولادة المهدي محمد بن عبد الله بن الحسين بن طلال (كما نرجح والله اعلم ) باكثر من 18 سنة  
فاخواننا الشيعة مضطرون الى الاجتماع على رجل من نسل الحسين حتى تستمر دعوتهم الى المهدي الذي يقولون عجل الله فرجه 
فعند رؤيتهم للمهدي الحقيقي وقد زاد عمره عن ال18 سنة 
يضطرون الى الخروج مع هذا الدعي للحفاظ على دعوتهم التي تنهار مع تقدم المهدي محمد في العمر والمهدي محمد وقتها يكون في الاردن وفلسطين ثم يخرج منها الى خراسان الى ابن عمه عبد الله الثالث بن الامير علي بن الحسين بن طلال
اذن هو يدعوا الى المهدوية التي بزعمهم هي في نسل الحسين بن علي رضي الله عنه
وهذا معنى قوله (يدعوا الى ابيه ) 
فليس المقصود هنا انه ابن للحسين بمعنى انه فلان بن الحسين بن فلان 
وانما المعنى انه يدعوا الى المهدي الذي من نسل الحسين رضي الله عنه
لذلك نرجح ان اسمه هو اسم المسردب في السرداب بزعمهم 
 اذن هو كما قال الني صلى الله عليه وسلم 
(فتنة السراء دخنها من تحت قدمي رجل من اهل بيتي يزعم انه مني )
فهو يزعم انه من ذرية  الحسين بن علي الشهيد رضي الله عنه ونسبه صحيح لا ريب فيه 
لكنه ليس من رسول الله بعمله 
فمعنى قوله (، وَهُوَ أَبْعَدُ النَّاسِ مِنْهُمْ) هو بمعنى قوله صلى الله عليه وسلم (وليس مني انما اوليائي المتقون) 

فهو رجل من ال البيت 
من نسل نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم  نسبا 
ولكن افعاله واقواله يبرئ منها رسول الله صلى الله عليه وسلم 
فهو يفرق المسلمين بعد اجتماعهم على الخليفة عبد الله الباني لبيت المقدس والباني للكعبة المشرفة كاحسن ماتكون 
وهو من يمنع خراج العراق عن الخليفة 
وهو من يجعل الغلبة للعجم على العرب في العراق والشام ناهيك عن اول المشرق
فلا يمر بمدينة الا هدمها 
ويسبي نساء المسلمين بحجة انهم نواصب وانهم اعداء للحسين بزعمه 
معنى قوله (  يَنْصِبُ عَلامَاتٍ سُودًا ،) 
فهذه الرايات السود التي يخرج بها تمويها على المسلمين 
هي ليست الرايات السود التي تنزل بيت المقدس 
فهذه تخرج قبله بسنين 
فالرايات السود التي ستشارك في فتح بيت المقدس تخرج كما نرجح من الطالقان من وسط خراسان 
وهذه الرايات اول من اسسها جميل الرحمن ثم الشيخ عبد الله عزام والشيخ اسامة ثم الملا عمر وهي الان منصورة بفضل الله لكنها لم تخرج بعد وقد رجحت خروجها بعد هدم الكعبة والمسجد الاقصى كما نرجح هذا العام اي بعد عام 1434هـ او فيه 
بينما الرايات التي يخرج بها هذا العلج الحسيني مهدي الرافضة 
فهي رايات سود (راية العقاب ) سينتصر اولها على الهاشميين من نسل الحسن بن علي 
فاولها نصر 
فاول من يقتل هو اخو امير خراسان عبد الله الثالث يقتله ثم ينزل العراق ثم ينزل الشام 
فيضطر الجابر (الخليفة في بيت المقدس ) الى التراجع الى الاردن وفلسطين 
بينما المهدي محمد وابن عمه عبد الله الثالث بن علي في المشرق منشغلين في فتح الهند
فبعد النصر يكون الكفر 
والكفر هنا يكون بقتل المسلمين واستحلال دمائهم واعراضهم 
(سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)
اذن ( أَوَّلُهَا نَصْرٌ ، وَآخِرُهَا كُفْرٌ ،) 
واتباعه وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله :
(يَتْبَعُهُ خُشَارَةُ الْعَرَبِ ،
 وَسَفِلَةُ الْمَوَالِي ،
 وَالْعَبِيدُ الأُبَّاقُ ،
 وَمُرَّاقُ الآفَاقِ ، )
فهؤلاء الاتباع 
هم خشارة العرب وخشارة العرب هم سفلتهم وسفهاؤهم ونوكاهم هؤلاء الذين نقموا على الهاشميين ان تكون الخلافة لهم فيخرجون مع هذا الدعي للقضاء على ادولة الخلافة في بيت المقدس 
وسفلة الموالي والعبيد الاباق 
هؤلاء العبيد هم من فروا من اسيادهم 
فالمسلمون ينتصرون قبل هذا بسنين على العجم الذين يغزون جزيرة العرب 
فهؤلاء العجم الذين غزوا الجزيرة العربية قبل خروج العلج الحسيني بعشرين سنة 
هؤلاء يسبيهم اهل الشام عند استعادتهم للجزيرة العربية من العجم حتى لا يبقى في جزيرة العرب الا قتيل او اسير يحكم بدمه 
فهؤلاء الاسرى يصبحوا موالي وعبيد لاهل  الشام وللمجاهدين 
فيهرب منهم الكثير من العبيد الذين ابقوا عن اسيادهم (العبيد الاباق ) 
ومن كان له ولاء للعرب من العجم بعد ان اعتقهم هؤلاء المجاهدين بعد الرق والسبي 
فهذين الصنفين هم من قصد رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله   سفلة الموالي والعبيد الاباق 
سفلة الموالي : من اعتقه العرب من العجم ثم انتسب للعرب ولاءا ثم فر الى العلج الحسيني
العبيد الاباق : من اسره العرب فصار عبدا لهم ثم بقي على عبوديته لهم وفر (ابق) من سيده الى العلج الحسيني
واما قوله صلى الله عليه وسلم :    
(سِيمَاهُمُ السَّوَادُ ، وَدِينُهُمُ الشِّرْكُ ،)
فهؤلاء يشركون بالله تعالى الحسين رضي الله عنه 
فهؤلاء وقعوا في الشرك كونهم يزعمون ان الحسين شفيعهم عند الله فما نسمعه من ائمتهم اليوم هو داخل في جميع انواع الشرك 
ولا نقصد به الشرك الخفي الذي هو الرياء وانما هو الشرك الاكبر وهو اشراك الحسين وائمة ال البيت في الدعاء مع الله عز وجل وبعضهم يتوجهون اليهم بالذبح والاضاحي والايمان والنذور فهذا ينطبق على هؤلاء الذين غالوا في التشيع لال البيت حتى وصل بهم الامر الى الشرك المنافي لتوحيد الله في العبادة والدعاء
واما لباسهم فهو لباس السواد 
وسببه الحداد على ال البيت بزعمهم 
وهذا غلو منهم في الحداد على الشهيد الحسين رضي الله عنه
 
 وَأَكْثَرُهُمُ الْجُدْعُ " . قُلْتُ : وَمَا الْجُدْعُ ؟ قَالَ : " الْقُلْفُ " 
وهذا يختص به الفرس دون العرب 
فهؤلاء يتركون سنة الختان التي امر الله بها وفطر الناس عليها 
هذه الفتنة لا تقع في اول الزمان 
وانما تقع في اخره 
بعد موت عبد الله اي بترجيحنا والله اعلم بعد نزول الخلافة الارض المقدسة 
وبعد مكث الخليفة عبد الله 14 سنة في القدس 
ثم يموت عبد الله موتا 
ثم يقع الهرج 
والهرج هنا هو هرج فتنة السراء 
فبعد موت المهدي الوالد (عبد الله )   يقع هذا الهرج 
فقوله :

ثُمَّ قَالَ حُذَيْفَةُ لابْنِ عُمَرَ : 
" وَلَسْتَ مُدْرِكَهُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ " .
 فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : 
وَلَكِنْ أُحَدِّثُ بِهِ مَنْ بَعْدِي ،
 فاقول (ياسين ) 
هنا انقطاع في الحديث 
ومعنى ما فقد من الحديث هو 
سؤال عبد الله بن عمر لحذيفة ثم ماذا بعد هذه الفتنة 
فيجيب حذيفة رضي الله عنه بقوله
 قَالَ :
 " فِتْنَةٌ تُدْعَى الْحَالِقَةُ ،
 تَحْلِقُ الدِّينَ ،
 يَهْلِكُ فِيهَا صَرِيحُ الْعَرَبِ ،
 وَصَالِحُ الْمَوَالِي ، 
 وَأَصْحَابُ الْكُنُوزِ ، 
وَالْفُقَهَاءُ ،
 وَتَنْجَلِي عَنْ أَقَلَّ مِنَ الْقَلِيلِ " .


فهذه الفتنة هي فتنة الدهيماء 
فسياق هذا الحديث هو بسياق حديث فتنة الاحلاس والسراء والدهيماء 
فالفتنة الحالقة هي فتنة الدهيماء 
والتي تدهم الناس 
كما قال تحلق الدين 
فالسواد الموصوفة به الدهيماء هو سواد القلوب 
يبقى لها الله تعالى من الناس 
من هرجت عهودهم 
وخفت امانتهم 
وكانوا هكذا وسبك بين اصابعه
فالدهيماء او الحالقة تاخذ اديان الناس 
وسببها هو الاصطلاح على المخزومي 
الذي لا يستقيم الملك به 
وهنا اوجز كيف يقع هذا 
بعد ان يستولي العلج الحسيني على العراق والشام 
يخرج عبد الله الثالث برايات سود جديدة من خراسان من الطالقان 
هذه الرايات رايات حق ونص وعدل 
يرفع راية العقاب ويخرج بها من خراسان متجها الى العراق 
فيبايعه اهل العراق ويقاتلون معه اولئك التابعون للعلج الحسيني
وبعد ان ينزل عبد الله الثالث العراق الى الكوفة 
يخرج العلج الحسيني من دمشق لقتاله 
فيلتقي الهاشميين عند النهر او مابين النهرين 
وتقع المقتلة العظيمة في اتباع العلج الحسيني 
ووقتها يلقبون عبد الله الثالث بالسفاح 
فيقول هؤلاء الحسينيون 
لو كان منا اي من ولد فاطمة لرحمنا 
فبعد انتصار عبد الله الثالث على العلج الحسيني
يطلب منه اهل الشام البقاء في الشام 
فيوافقهم على ذلك 
فينقم عليه اهل المشرق واهل العراق (من نزل منهم العراق ) 
فيجتمع هؤلاء على البيعة لرجل من بني مخزوم (كورك على ضلع ) 
هذا المخزومي يسبب فتنة الدهيماء 
فينزل الشام بعد انتصاره على عبد الله الثالث الذي يتجه الى الشمال الى حمص 
ويتجه المخزومي الى القدس فينزلها بينما يخرج الجابر منها الى الاردن 
ويقوم هذا المخزومي باستحلال الحرمات 
ويحل شرب الخمر والزنا 
حتى تمشي ابنته عارية في المسجد لا يجد احد من يغير
ويخيف العلماء ويلاحقهم 
حتى لا تجد عالم يحدث بحديث علم 
ويقرب اليه القراء 
وهذا معنى قوله الحالقة 
فهذا المخزومي يحدث فتنة تؤدي الى ضياع الدين 
استحلال للنساء والخمر والزنا وفعل قوم لوط والسحاق 
حتى يتسبب بوقوع الخسف والقذف والمسخ في هذه الامة 
وهذا يحدث في زمانه فقط 
وتقع الدهيماء عندما يقوم هذا المخزومي بطرد المجاهدين اليمنيين من فلسطين الى الاردن فيبايع هؤلاء المنصور اليماني 
ويقع القتال بين اليماني وبين اتباع المخزومي 
حتى ينتصر اهل اليمن على اتباع المخزومي 
فيقتلون كل من كان من اتباع المخزومي من قريش 
حتى يمر احدهم بالنعل فيقال هذه نعل قرشي اي من اتباع المخزومي
وهو قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة 
اول الناس هلاكا قومك