صحيح البخاري: رقم الحديث: 6631
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ . ح وحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنِي أَخِي ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيق ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمًا فَزِعًا ، يَقُولُ :
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ
اقْتَرَبَ ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ
هَذِهِ ، وَحَلَّقَ بِإِصْبَعَيْهِ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا ،
قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
أَفَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، إِذَا كَثُرَ
الْخُبْثُ " .
شرح الشيخ ياسين العجلوني:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذا الحديث ذو شقين
الاول يوضع في باب الرؤيا ويحتاج الى تعبير
الثاني في باب الفتن والملاحم وهو جزء من الخطبة الطويلة التي خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وامتدت من الفجر الى المغرب
فقول ام المؤمنين انه دخل عليها يوما فزعا هذا يحتاج الى تفصيل
ففزعه هذا بعد رؤيا راها
فاستيقظ منها محمرا وجهه وفزعا
وقد راى في المنام ان ردم ياجوج وماجوج فتح منه مقدار درهم
وهذه الرؤية تعبيرها لا يكون كما ظن اغلب اهل العلم انها على الحقيقة
بمعنى انه فتح في ذات اليوم الذي راى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الرؤية المؤذنة بهلكة العرب
فتح منه بمقدار درهم
لا
وانما المقصود منها اقتراب هلكة العرب
فهلكة العرب لم تقع منذ رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الرؤية الى الان
ونحن نرجح وقوعها عام 1483هـ والله اعلموهذا التوقيت مع ان فيه ما فيه الا انه يقرب الصورة في الذهن الى القارئ
فالفتن والملاحم تتسق في سياق في نظري بدءا من تولي عبد الله الهاشمي الحكم في الاردن عام 1420هـ والله اعلم الى خروج الريح الطيبة من اليمن بترجيحي عام 1549هـ والله اعلم
اذن فرؤيته صلى الله عليه وسلم لفتح الردم بمقدار معلوم هي رؤيا ومعناها اقتراب هلكة العرب
هذا اذا اخذنا بسياق النص الذي في البخاري هنا
لكن السياق الصحيح للقصة هو كالتالي
راى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الرؤيا
راى ان ردم ياجود وماجود فتح منه بمقدار درهم
فاستيقظ محمر وجهه فزعا
وهو يقول لا اله الا الله
ثم خرج من عند ام المؤمنين
وطلب من بلال ان يجمع الناس
فاجتمع الصحابة في المسجد
فخطبهم تلك الخطبة الطويلة التي اخبر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عما كان وما هو كائن الى قيام الساعة
وكان يصعد المنبر ليخطب
ثم ينزل الى الوضوء والصلاة
ويدخل الى بيته حيث اجتمع النساء فيه
ثم يصعد الى المنبر فيخطب
ثم ينزل ليتوضأ لصلاة العصر
ثم يصعد حتى يتم خطبته الى غروب الشمس
واثناء هذه الخطبة الطويلة ذكر من الاشراط والعلامات ما هو منقول في كتب الفتن والملاحم مفرقا
لكنه كان في سياق واحد ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم
وحفظت ام المؤمنين من هذاالسياق الطويل عبارة فلا تسال عن هلكة العرب
فيظن الظان ان هلكة العرب تتبع الفتح من الردم
والصواب ان هلكة العرب تاتي في السياق قبل الفتح من الردم بمدة معلومة وهي كالتالي
ياتي الخبر بهلكة العرب بعد ملحمة يافا الصغرى حيث ينزل الروم الى الساحل
ويكون وقتها الخليفة هو المنصور اليماني في فلسطين
بينما القحطاني في دمشق
وعبد الرحمن المغربي في المغرب
وعبد الله الثالث المفرج السفاح في مصر
والمهدي محمد في اخر المشرق
وتقع هزيمة المسلمين الكبرى حيث ان الروم في 40 يوم يستولون على الشام كلها ويخربون بيت المقدس ما عدا المنطقة بين عمان البلقاء ودمشق الشام
ويبعث المنصور اليماني امير فلسطين برسائل استغاثة الى كل امراء المسلمين
نعلم منهم الاسمر المقرون في شمال سوريا بين حلب وانطاكية يقاتل على ابوابها الروم
والقحطاني في دمشق يقاتل على ابوابها الروم
وابن السفاح في الجزيرة شمال العراق يقاتل الترك
والسفاح في مصر يقاتل الروم
وعبد الرحمن المغربي يخرج لقتال الروم ونصرة الاسلام
والاحباش يقاتلون اهل الاسلام في السودان ومصر
والمهدي محمد في اخر المشرق فيما وراء الصين يقاتل الروس والصينيين
وينحصر اهل الاسلام فيما بين المدينة المنورة الى اليمن بعد تراجع المنصور اليماني من فلسطين الى الاردن ومنها الى المدينة المنورة
وهذا يقع عام 1483هـ والله اعلم
اذ بعدها يترك المهدي محمد قتال الروس في اخر المشرق ويتجه الى خراسان قاعدة الفتح لبلاد الهند والصين
ومنها يخرج لنصرة الاسلام واهله في الشام
بينما يصل الروم في قلب الجزيرة العربية الى جبل سلع ويضربون المدينة
فيجتمع اهل الاسلام على البيعة للمنصور اليماني للقتال تحت رايته
وينتصرون على الروم قرب المدينة المنورة ويتجهون مع المنصور اليماني لاستعادة الشام انطلاقا من الاردن
لكن تصبح الشام في تلك السنة في قبضة عدة امراء من الامويين يستولون على الجزيرة (الاصهب ) وعلى دمشق (المرواني ) وعلى مصر (الابقع ياتي مع الروم )
فيقع الاقتتال على الملك بين الهاشميين والامويين فينهزم الهاشميين في مصر والشام بينما المهدي في خراسان مابين عراق العجم وبينها
فهذا هو وقت هلكة العرب
وبعده من المدد
6 سنوات مدة قتال المهدي مع السفياني حتى هزيمته
9 او 8 او 7 سنة وهي مدة حكم المهدي
3 او 2 سنة وهي مدة الدجال
33 سنة وهي بين نزول المسيح عيسى بن مريم وخروج ياجوج وماجوج
فهي على الاكثر 50 سنة
وما بين خطبة النبي صلى الله عليه وسلم عام 10هـ وقت الرؤية وبين هلكة العرب نحو من 1473سنة
فالتاريخ وسياق النصوص مجتمعه يبين لنا ان هذا الحديث الصحيح لم تحفظ منه ام المؤمنين الا بضع جمل هي التي في الصحيح
بينما السرد الطويل نعلمه من مجموع ما وصل الينا من نصوص الفتن والملاحم واقصد بها الخطبة الطويلة التي حفظت ام المؤمنين منها هاتين العبارتين
او انها تقصدت ذكر هاتين العبارتين بهذا السياق (الرؤيا ثم هلكة العرب ثم السؤال انهلك وفينا الصالحون)
بينما السياق الطويل للخطبة يدل على ان هلكة العرب زمن المنصور اليماني والسؤال عن الخسف بالجيش من قول عائشة رضي الله عنها بقولها انهلك وفينا الصالحون انما هو متعلق بالخسف بالجيش الذي يغزو الكعبة وهم جيش السفياني بعد تخريبهم للمدينة المنورة وسبي نساء بني هاشم ثم بعدها بيعة المهدي ثم خروج الدجال ثم نزول المسيح ثم خروج ياجوج وماجوج
فهذا هو ملخص السياق
بينما ما ورد في كلام ام المؤمنين اختصار شديد وموجز لتلك الخطبة ذكرت منها عدة عبارات فهم منها من لم يتوسع في الجمع بين النصوص انه سياق متصل
والصواب ان هناك علامات واشراط تقع بين هذه العبارات (هلكة العرب ) و(انهلك وفينا الصالحون) وبين (خروج ياجوج وماجوج)